الثمانية والثلاثة- مفتاح قوة الأمة وعلاج ذلها
المؤلف: رشيد بن حويل البيضاني07.31.2025

عندما أرشدنا الله جلت قدرته، وبيَّن الداء والدواء، لم نذعن، فانطلقنا نبحث عن بلسم لأدوائنا – النفسية والجسدية – في عيادات الأطباء، بل ربما سافر بعضنا إلى أقطار بعيدة في الشرق والغرب بحثًا عن الشفاء، مع أن العلاج متوفر بين أيدينا، ولا يكلفنا مالًا، بل يتطلب منا إرادة قوية وعزيمة راسخة ونية خالصة.
سُئل أحد العلماء الأجلاء: ما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذا الدرك من الضعف والمهانة وتكالب الأعداء عليهم؟، ممّا لا شك فيه أننا في مختلف الميادين نتبوأ مؤخرة الركب «في الأخلاق والمعاملات، وفي التطور العلمي والتقني، وحتى في الرياضة ومختلف جوانب الحياة. ومن المسلم به أن الغرب استلهموا من ثقافتنا الإسلامية، وطبقوها دون إقرار بالإسلام ظاهريًا، فأصبحت هذه هي أخلاقهم. فأجاب العالم الجليل: بسبب تقديمكم ثمانية أمور على ثلاثة. فسأله أحدهم: ما هي هذه الثمانية التي آثرناها، وما هي الثلاثة؟
أجاب العالم النحرير الفقيه: قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ} 1 – آباؤكم 2 – وأبناؤكم 3 – وإخوانكم 4 – وأزواجكم 5 – وعشيرتكم 6 – وأموال اقترفتموها 7 – وتجارة تخشون كسادها 8 – ومساكن ترضونها {أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ} 1 – الله 2 – ورسوله 3 – وجهاد في سبيله {فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. فليتفحص كل امرئ منا هذه الثمانية وتلك الثلاثة، سيجدها متجمعة أو متفرقة في ذاته. فمن منا لا يحب – فوق كل شيء آخر – والديه، أو أبناءه، أو إخوانه، أو زوجاته، أو عشيرته وقبيلته، أو أمواله، أو تجارته، أو مسكنه الفاخر، ويفضلها – كلها مجتمعة أو بعضها – على محبة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته؟!
إن حب الله جل جلاله وحب رسوله المصطفى يتجلى في طاعتهما، والعمل بما تركاه لنا من قرآن عظيم وسنة نبوية شريفة، كما أن مفهوم الجهاد واسع وشامل، لا يقتصر فقط على خوض المعارك والحروب دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، بل يشمل كذلك مجاهدة النفس الأمّارة بالسوء ومقاومة الشيطان الرجيم، وعدم الاستسلام لنزواتهما ووساوسهما.
النتيجة المحتومة لتقديم الثمانية على الثلاثة مذكورة في الآية الكريمة: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، وإن عدم الهداية الربانية له آثار وخيمة تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع بأسره، وما أظن ما نكابده في حياة الأمة الإسلامية من ضعف ومهانة وتدهور إلا نتائج لعدم الهداية، زد على ذلك وصف أولئك الذين يفضلون هذه الثمانية على الثلاثة بالفسق والعياذ بالله. إننا بأمس الحاجة إلى صحوة روحانية شاملة وعودة صادقة إلى كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، وأن نتشبث بهما ونجاهد أنفسنا وشهواتنا ورغباتنا الجامحة، وشياطين الإنس والجن من حولنا، حتى نستفيق من غفلتنا وتزول مذلتنا، ويتحول ضعفنا إلى قوة، فنُجلّ في عيون الناس لا بقوتنا المادية فحسب، بل لأننا آثرنا الثلاثة على الثمانية. الداء معروف وواضح، والدواء بيّن وموصوف، حتى يتعافى المجتمع بأكمله، اللهم زيّن قلوبنا بحب الثلاثة، واجعلنا من الذين يفضلونها على الثمانية، بل على كل زينة الدنيا وزخرفها وملهياتها.
[email protected]
سُئل أحد العلماء الأجلاء: ما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذا الدرك من الضعف والمهانة وتكالب الأعداء عليهم؟، ممّا لا شك فيه أننا في مختلف الميادين نتبوأ مؤخرة الركب «في الأخلاق والمعاملات، وفي التطور العلمي والتقني، وحتى في الرياضة ومختلف جوانب الحياة. ومن المسلم به أن الغرب استلهموا من ثقافتنا الإسلامية، وطبقوها دون إقرار بالإسلام ظاهريًا، فأصبحت هذه هي أخلاقهم. فأجاب العالم الجليل: بسبب تقديمكم ثمانية أمور على ثلاثة. فسأله أحدهم: ما هي هذه الثمانية التي آثرناها، وما هي الثلاثة؟
أجاب العالم النحرير الفقيه: قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ} 1 – آباؤكم 2 – وأبناؤكم 3 – وإخوانكم 4 – وأزواجكم 5 – وعشيرتكم 6 – وأموال اقترفتموها 7 – وتجارة تخشون كسادها 8 – ومساكن ترضونها {أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ} 1 – الله 2 – ورسوله 3 – وجهاد في سبيله {فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. فليتفحص كل امرئ منا هذه الثمانية وتلك الثلاثة، سيجدها متجمعة أو متفرقة في ذاته. فمن منا لا يحب – فوق كل شيء آخر – والديه، أو أبناءه، أو إخوانه، أو زوجاته، أو عشيرته وقبيلته، أو أمواله، أو تجارته، أو مسكنه الفاخر، ويفضلها – كلها مجتمعة أو بعضها – على محبة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته؟!
إن حب الله جل جلاله وحب رسوله المصطفى يتجلى في طاعتهما، والعمل بما تركاه لنا من قرآن عظيم وسنة نبوية شريفة، كما أن مفهوم الجهاد واسع وشامل، لا يقتصر فقط على خوض المعارك والحروب دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، بل يشمل كذلك مجاهدة النفس الأمّارة بالسوء ومقاومة الشيطان الرجيم، وعدم الاستسلام لنزواتهما ووساوسهما.
النتيجة المحتومة لتقديم الثمانية على الثلاثة مذكورة في الآية الكريمة: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، وإن عدم الهداية الربانية له آثار وخيمة تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع بأسره، وما أظن ما نكابده في حياة الأمة الإسلامية من ضعف ومهانة وتدهور إلا نتائج لعدم الهداية، زد على ذلك وصف أولئك الذين يفضلون هذه الثمانية على الثلاثة بالفسق والعياذ بالله. إننا بأمس الحاجة إلى صحوة روحانية شاملة وعودة صادقة إلى كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، وأن نتشبث بهما ونجاهد أنفسنا وشهواتنا ورغباتنا الجامحة، وشياطين الإنس والجن من حولنا، حتى نستفيق من غفلتنا وتزول مذلتنا، ويتحول ضعفنا إلى قوة، فنُجلّ في عيون الناس لا بقوتنا المادية فحسب، بل لأننا آثرنا الثلاثة على الثمانية. الداء معروف وواضح، والدواء بيّن وموصوف، حتى يتعافى المجتمع بأكمله، اللهم زيّن قلوبنا بحب الثلاثة، واجعلنا من الذين يفضلونها على الثمانية، بل على كل زينة الدنيا وزخرفها وملهياتها.
[email protected]